تُدرس كرييا يوغا الحكيم بابدغي في سلسلة من حلقات تدريبية. وهي تتألف من سلسلة تدرجية من تقنيات الكرييا يوغا التي تحقق تطورا متكاملا للفرد. وتحقق الطائفة الغنية من التقنيات تحولا كاملا في الممارس المخلص. ومن بين منافعها الصحة البدنية، وزيادة مستويات الطاقة، وتوازن الانفعالات، والهدوء الذهني، وزيادة القدرة على التركيز، والإلهام، والحكمة، وتحقيق الذات الروحي. وهي تشمل ممارسة يومية لتقنيات يوغا، أو كرييا، متنوعة، تمنح لا قدرا كبيرا من القوة والاستقرار والسلام فحسب، بل تجعل أيضا من المرء كائنا ديناميا وصاحب رؤية. وهي تحقق التوازن والهدوء للجسم والذهن عن طريق خفض كل من التوتر والخمول. وهي تلائم كل من يريدون تحويل أنفسهم على مستوى الجسم والذهن والروح. وهي سبيل يسلكه كل من يبحث عن فتح ممر يقوده إلى روحه. وهي تساعد كل من يسعى إلى اكتشاف كيف يمكن الوصول إلى ملكوت السموات، الذي تحدث عنه المسيح، هنا على الأرض. وهي تفيد كل من يريد مزيدا من البهجة والسعادة في حياته وفي علاقته مع الآخرين. وهي فعالة للجميع، بصرف النظر عن انتماءاتهم الثقافية أو الاجتماعية أو الدينية أو عن عمرهم أو جنسهم أو خبراتهم السابقة.
وتنظر الكرييا يوغا إلى الحياة كسلسلة من الأحداث المتزامنة، السارة والصعبة، التي تتكشف في الزمان والمكان المناسبين. وتعمل تقنيات الكرييا يوغا، التي تشمل الآسانا (الأوضاع البدنية)، والباراناياما (تمرينات التنفس)، والمانترا (تكرار مقاطع صوتية معينة)، والتأمل، معا بصورة متكاملة لرفع مستوى الوعي والطاقة لدى الفرد. ويسمح هذا للمرء بأن ينظر إلى نوعي الأحداث كليهما كفرص للنمو ولاستخلاص الدروس.
والكرييا يوغا هي نظام بدني وذهني وفكري وروحي يتذكر فيه المرء ذاته الحقيقية، الوعي الشاهد، وينبذ التوحد الأنوي الزائف بالجسم والتقلبات الذهنية. وهي تمنح المرء مزيدا من التحكم في حياته. ومع اكتساب مزيد من التحكم الذاتي، يشعر المرء أكثر فأكثر أنه ليس ’’الفاعل‘‘، وهكذا يبدأ المرء في قبول الحياة كما تتكشف وفي الاستمتاع بها. وتطور الكرييا يوغا الثقة والعرفان والتفاني لوجود الله في حياة المرء. ويبدأ المرء في تأمل الله، والتحدث إلى الله، كأصدق وأقرب ما يكون الصديق، ويبدأ في سماع رده.
وتحقق الكرييا يوغا زيادة في الوضوح والتركيز الذهنيين، وتجعل من الأسهل على المرء أن يعمل لما فيه خير نفسه والآخرين على حد سواء. ومع زيادة القوة الفكرية يتسع وعي الإنسان، وينجز المزيد بطاقة أقل، ويقل ما ينسبه لنفسه من فضل، ويشعر بمزيد من العرفان للفاعل الأسمى في حياتنا.
أن تقنيات الكرييا يوغا تقوي حدسنا وقدرتنا على الشفاء. وتعزز جهاز مناعتنا وتمنحنا صحة موفورة وتقوي جهازنا العصبي وتمده بمزيد من الطاقة، وتمنحنا طبيعة ساكنة وهادئة.
ويوقظ التواؤم المتكامل بين الجسم والذهن والروح، المكتسب من خلال ممارسة الكرييا يوغا، إمكانات القوة والوعي الغافية، المعروفة باسم ’’الكونداليني‘‘. ويحدد مستوى وعينا طبيعة ونوعية الحياة التي نحياها. ولذا يجب أن نطور وعينا الروحي المتقدم الذي يفتح الذهن لأبعاد أخرى في الوجود. وعندئذ فقط نستطيع أن نستخدم وعينا في أنشطة حياتنا كي نؤثر إيجابيا على العالم وعلى من يحيطون بنا.